بيت جنب سور الشركة
في الخمسينات والستينات كان فيه جرأة وتنوع في اختيار
الأماكن اللي حيتبني عليها مصانع القطاع العام في إسكندرية بصورة مدهشة
،وكان فيه توزيع أدوار علي مساحة المدينة كلها.
الناس بتحب تسكن جنب شركات القطاع العام ( حقيقة علمية ).
دايما فيه ملعب كورة نجيلة العمال في الشركة بيلعبوا عليه والسكان اللي
حوالين الشركة برضه بيلعبوا عليه وعيالهم بتبقي في فريق الشركة.
فيه حضانة جُوَّه الشركة لعيال الستات اللي بتشتغل في الشركة والسكان حوالين الشركة بيتسمحلهم بده برضه.
في المناسبات والمواسم الشركة بتدبح عجول، بتوزَّع حلاوة موسم،
بتفرَّق أجندات ونتايج علي العمال والسكان اللي حوالين الشركة.
أثناء الدراسة شركات القطاع العام بتطلَّع أتوبيسات تبعها تنقل سكان
المنطقة اللي حوالين الشركة لوسط البلد حيث أماكن تجمع الكليات والمعاهد.
إنت ممكن تبني كشك علي سور الشركة تبيع شاي وسندوتشات للعمال، تعمل دولاب مخدرات، أي سبُّوبة وماحدِّش حيركِّز معاك.
كل العيال اللي في مدارس صنايع أو معاهد فنية من المنطقة اللي حوالين
الشركة ضامنين تدريبهم في الشركة، لأ وبياخدوا مرتبات كمان أثناء فترة
التدريب .
كل شركة بيبقي فيها قاعة للندوات والأنشطة الفنية وبتقلب قاعة أفراح لأهالي المنطقة بالليل.
..... وغيره كتير!
وبالتالي شركات القطاع العام كانت من أهم العوامل اللي ساعدت علي التمدد
الأفقي العمراني لمدينة الرب وساعدت علي التنوع العمراني والاجتماعي ليها
.
اسكندرية للحراريات ونيازا والزيوت
والصابون راحت علي المحمودية في منطقة النزهة فنشأ حواليها منطقة «البر
التاني» و «الحضرة الجديدةب.
بيسكو
مصر والشركة العربية للغزل والنسيج (بولفارا) وشركة النشا راحت منطقة
السيوف فاتخلقت العوايد وشارع الشركة العربية وأبوسليمان.
أسمنت بورتلاند وإسكندرية للبترول راحت طريق المكس فظهر وادي القمر.
الشركة الشرقية للكتان ومطاحن شرق إسكندرية راحت منطقة الراس السودا فظهرت أرض تشاكوس والجزيرة الخضرا والفحيرة ودربالة عموما.
العامة لصناعة الورق (راكتا ) راحت علي خط رشيد الساحلي فظهرت الطابية.
كل منطقة من دول ليها طابع مختلف عن التاني تماما يعني
سكان وادي القمر فيهم خشونة في التعامل وحدة في
الطباع، البيوت معظمها دور واحد ولونها كابي حزين عكس مثلا دربالة وأرض
تشاكوس؛ البيوت ألوانها فاتحة وجنب كل بيت فيه حتة أرض صغيرة فيها كام زرعة
بائسة، والبيوت تحس فيها بطابع فلاحي بيحاكي صناعة الكتان اللي قايمة
علي منتج زراعي.
الطابية في قلب منطقة
زراعية تلاقي كل سكان الطابية سُمر لغتهم أقرب للصعيدي منها للفلاحي
ماحدِّش فيهم بيزرع، البيوت هناك مافيهاش حوش ولا زريبة، ارتفاع
العمارات بيتجاوز الأربع والخمس أدوار (نسخة مشوهة من المعمورة) اللي
هي أقرب منطقة حضرية ليهم.
لما الحكومة
توقفت عن بناء مصانع جديدة بقي فيه محاولات لإنشاء تجمعات سكنية حوالين
المجمعات الصناعية الخاصة الكبري في برج العرب والعامرية ومرغم فظهرت
«السفن» و«المستعمرة» و«عبدالقادر» و«توشكي». المناطق دي لسه لحد
دلوقتي مش قادرة تحدد شكل ليها وطابع خاص يخليها تتجاوز فكرة كونها مجرد
منطقة عشوائية ومرتع للجريمة بالصورة الفجة المستهلكة، يمكن لتطرف تلك
الأماكن في البعد عن وسط البلد أو لأنها لسه محتاجة وقت علشان تكوِّن
الطابع الخاص ليها، بس بالنسبة ليَّ السبب الأهم إن مصانع القطاع الخاص
مافيهاش نفس الروح السمحة الطيبة المبهجة لمصانع القطاع العام.
No comments:
Post a Comment