عازف الايقاع كان اهم فرد في الفرق الموسيقية النوبية ، واي فرقة جديدة
بتتكون بيجيبو عازف ايقاع شاطر وبعدين يبنو عليه الفرقة ، النوبيين كانو متميزين
جدا في الالات الايقاعية ومكنوش بيستعينو بمحترفين اجانب ( جورتية / ولاد عرب ) في
الجزئية دي تحديدا . فرقة علي كوبان كان فيها سليم شعراوي فرقة محمد منير كان فيها
محمد لذيذ فرقة عبده شرف كان فيها اشرف رنجة . في الاول الدف او الطار كان اهم الة
ايقاعية عندهم وبعدين ظهرت الة سرقت الاضواء من الدف اسمها ( البونجز) واكتسحت .
فرقة نبري النوبية |
الة البونجز اول مرة تظهر في المزيكا السودانية كان في منتصف القرن
العشرين علي يد عازف سوداني يدعي خميس جوهر وهي عبارة عن علبتين مختلفين في
المقاس ومشدود عليهم جلد ، الشكل المتعارف عليه للبونجز حاليا هو ثلاث علب
مختلفة المقاس اصغرهم مغطاة بالبلاستيك والاثنين الاخرين جلد ، الفضل في الشكل ده
يرجع لعازف ايقاع سوداني اسمه " جعفر حرجل "، حرجل هو اللي
اضاف العلبة الثالثة وكانت عبارة عن طبلة حجمها اصغر من الاتنين التانيين و
بيغطيها بالبلاستيك المستخدم لطباعة صورة الأشعة ومن لحظتها بقي اغلب عازفين
البونجز بيستخدمو الصورة الثلاثية الجديدة .
عازف لطيف للبونجز |
جعفر حرجل كان بيشتغل فني لحام في السكة الحديد نهارا وعازف ايقاع
ليلا فكان بيستغل الحرفة والمهارة دي في تعديل او تصنيع بعض الالات
الايقاعية ، يعني مثلا ألة الدلوكة المستخدمة في الافراح الشعبية في السودان
والمتصنعة من الفخار كانت بتحتاج تتسخن لفترة قبل استخدامها ، جعفر صنع الة دلوكة
لكن من الالومنيوم وتجنب تماما فكرة التسخين ،
الة الكونجا دخلت الاوركسترا السوداني لأول مرة
علي يد حرجل وكانت من تصنيعه بمساعدة عازف كمان صديق له اسمه ( فتاح)
دائما عازف الايقاع بيكون عنده ايد قوية ودي اللي بيعتمد عليها بشكل اساسي
والاخري الاضعف بتلعب دور السنيد ، حرجل كانت ايديه الاتنين بنفس القوة وده كان
بيوديه في مساحات جديدة ومختلفة تماما في القدرة علي التشكيل و التجويد بحلي
موسيقية كانت بتميزه عن كل ابناء جيله وكانت الايقاعات السودانية المعروفة
زي الدليب والمردوم وغيرها كانت بتاخد صبغة مميزة جدا لما حرجل بيلعبها .
محمد وردي المطرب النوبي السوداني الاشهر
قرر سنة 1994 انه يعمل حفلة في اثيوبيا في استاد العاصمة اديس
ابابا ، الحفلة دي كتير بيعتبروها احد اهم الاحداث الموسيقية في تاريخ السودان كله
، وردي اخد اساطين العزف في السودان معاه وعمل عرض اسطوري امام الالاف من
الاثيوبيين المنتشين بالمزيكا، اتخلدت الحفلة دي في اسطوانة موسيقية بيعتبرها اغلب
محبي وردي انها احد اعظم تسجيلاته علي الاطلاق ، اي حد شاف مقتطفات من
الحفلة حيلاحظ ان فيه راجل اسمر ضخم بنضارة شمس وتيشرت اخضر سادة
بيعزف علي البونجز و الكونجا في نفس الوقت - وده كان تكنيك مستحدث وغير
متعارف عليه وقتها - بتمكن وبساطة من يدرك جيدا انه رب الايقاعات في الجنوب الاسمر
، جعفر حرجل هو عازف الايقاع الرئيسي في فرقة وردي واللي صاحبه في كل
تسجيلاته وحفلاته داخل وخارج السودان .
في يونيو سنة 89 حدث انقلاب عسكري في السودان بقيادة العميد عمر
البشير ، الانقلاب العسكري كان ذو توجه اسلامي ، في بداية الانقلاب تعرض المطرب
السوداني الشهير " سيف الجامعة " للجلد من قبل الحكومة السودانية
بعد ضبطه مخمورا في احتفال ما ، محمد وردي كان رئيس اتحاد الفنانيين السودانيين
وقتها استقال من منصبه اعتراضا علي الحادث ، في الفترة دي حرجل كان مقيم في ابوظبي
في الامارات ولما رجع السودان سنة 92 وجد تضييق من الحكومة السودانية علي المجال
الفني بشكل عام والمزيكا والغناء بشكل خاص بصفتهم النشاط الفني الابرز في السودان
، لم تدم اقامته طويلا وقرر السفر مرة اخري ولكن الوجهة المرة دي كانت القاهرة .
محمد وردي كان بيقول بعد سفر حرجل :
" حاولت ان اغريه بترك الاغتراب على ان اتكفل بما يدره
عليه الاغتراب .. ولكنه رفض ..جعفر حرجل امهر عازف ايقاع في السودان ، ومنذ خروجه
من السودان وابتعاده عن فرقتي الموسيقية اختل ايقاع اغنياتي "
حرجل مكنش غريب عن القاهرة ، لحد النصف الثاني من التسعينات مكنش فيه ستديو
تسجيل حديث في السودان وكان اغلب المطربيين السودانيين بيسجلو
شرايطهم في القاهرة في استديو اسمه العربي بحي روض الفرج لحد سنة 96
لما قرر احد الموسيقيين السودانيين المقيمين بأمريكا انه يؤسس استديو تسجيلات فنية
تحت مسمي سودانيز ساوند في الخرطوم ، في فترة التسجيلات في ستديو
العربي حرجل كان بيتردد علي القاهرة مرات عديدة لأنه كان عامل مشترك كعازف
ايقاع خلف اغلب المطربيين السودانيين الكبار في تسجيلاتهم.
حرجل اشتغل في فرقة محمد منير فترة كبيرة ، كان فيه دايما خلاف جوهري بين
منير وحرجل بخصوص الشغل مع الاخرين .. حرجل كان بيسجل كل البومات فناني السودان
العظام وكان بيشتغل مع صلاح بن البادية وحمد الريح والكابلي في حفلاتهم
اللي كانت بتبقي في مصر وبالاضافة لكل حفلات وردي خارج وداخل مصر ، منير كان
عايزه يشتغل معاه هو بس ، وده كان السبب الرئيسي لانفصال حرجل عن فرقة منير
حرجل كان عنده مدرسة لتعليم العزف علي الالات الايقاعية في السودان ولما
هاجر لمصر كرر نفس الفكرة بس علي نطاق اصغر واتعلم فيها مجموعة من اشهر عازفي
الايقاع في مصر اهمهم " خالد دردك " عازف الايقاع الشهير في فرقة محمد
منير .
حرجل مكنش بيمانع انه يلعب ورا اي فنان في فرح او حفلة ، لعب ورا
محمد الامين وكمال ترباس وحمد الريح ولعب ورا خضر العطار وعلي كوبان و سلوي
ابوجريشة ووصل بيه الامر انه لعب ورا حسن جزولي وهاني السوداني و سلمي العسل
وأخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم .
اسماء زي عمرو دياب ومحمد فؤاد و حميد الشاعري وغيرهم كتير استعانو بحرجل
في تسجيل البوماتهم في فترة التسعينات ، واستعان بيه فتحي سلامة في تسجيل
البومي سلطاني و Camel
Road .
حرجل ليه تجربة مختلفة مع عازف ايقاع نوبي اسمه " محمود فضل" ،
محمود فضل اشتغل في فرقة علي كوبان واشتغل فترة مع عدوية وبعدين قرر ان ينتقل
لالمانيا ويشتغل علي مشروع موسيقي خاص بيه اسمه سلامات ، كان من ضمن المشروع
ده البوم اسمه
Drummers of the Nile
go south
الالبوم فيه 8 تراكات من اصل 19 حرجل بيلعب ع البونجز فقط ، محمود
فضل اللي جي من قلب صناعة المزيكا النوبية والسودانية كان عارف ان سولو
بونجز حرجل هو الممثل الابرع لصوت الايقاعات الافريقية اللي كان بيحلم انه يقدمها
في مشروعه .
لقب حرجل طلع عليه لانه كان بيحب مشروب الحرجل جدا وكان بيعتقد ان فيه شفاء
لكل الامراض ، كان بيمشي ودايما معاه شنطة سودا مليانة سندوتشات بيوزعها علي
اصحابه في قهوة عبد النبي اللي كان بيقعد عليها دايما في عابدين.
اخر حاجة سجلها حرجل كانت ايقاعات تراك اسمه Nubian Groove لفريق اسمه Cairo Steps في ستديو في القاهرة
جعفر فرح ابراهيم الشهير بجعفر حرجل المولود بعطبرة في السودان اواخر
اربعينات القرن الفائت المحب لمشروب الحرجل والمسمي علي اسمه المتوفي بعابدين في
القاهرة سنة 2004 له منا السلام والتذكر